في هذه الآيات الكريمة مسألتان ذكر بعض المفسرين فيهما كلاما غير مقبول.
أما المسألة الأولى فهي مسألة: عرض الخيل على سيدنا سليمان والمقصود به.
وأما المسألة الثانية فهي مسألة المقصود بقوله- تعالى-: وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ..
وسنسير في تفسير هذه الآيات على الرأى الذي تطمئن إلى صحته نفوسنا، ثم نذكر بعده بعض الأقوال التي قيلت في هذا الشأن، ونرد على ما يستحق الرد منه، فنقول- وبالله التوفيق-:
المخصوص بالمدح في قوله- تعالى-: نِعْمَ الْعَبْدُ محذوف، والمقصود به سليمان- عليه السلام-. أى: ووهبنا- بفضلنا وإحساننا- لعبدنا داود ابنه سليمان- عليهما السلام- ونعم العبد سليمان في دينه وفي خلقه وفي شكره لخالقه- تعالى-.
وجملة «إنه أواب» تعليل لهذا المدح من الله- تعالى- لسليمان- عليه السلام- أى:
إنه رجاع إلى ما يرضى الله- تعالى- مأخوذ من آب الرجل إلى داره، إذا رجع إليها.