ثم بين- سبحانه- مظهرا من مظاهر قدرته، بعد أن بين أن الروح من أمره، فقال- تعالى-: وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلًا.
واللام في قوله وَلَئِنْ شِئْنا ... موطئة لقسم محذوف، جوابه لَنَذْهَبَنَّ.
أى: والله لئن شئنا لنذهبن بهذا القرآن الذي أوحيناه إليك- أيها الرسول الكريم-، بحيث نزيله عن صدرك، ومن صدور أتباعك، ونمحوه من الصحف حتى لا يبقى له أثر إذ أن قدرتنا لا يعجزها، ولا يحول دون تنفيذ ما نريده حائل..
ثم لا تجد لك بعد ذلك من يكون وكيلا عنا في رد القرآن إليك بعد ذهابه ومحوه، ومن يتعهد بإعادته بعد رفعه وإزالته.
قال الآلوسى: وعبر عن القرآن بالموصول في قوله بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ، تفخيما لشأنه، ووصفا له بما في حيز الصلة ابتداء، إعلاما بحاله من أول الأمر، وبأنه ليس من قبيل كلام المخلوق ... » .