قوله تعالى : وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا
قوله تعالى : وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم يعني الذين عاونوا الأحزاب : قريشا وغطفان وهم بنو قريظة وقد مضى خبرهم من صياصيهم أي حصونهم واحدها صيصة . قال الشاعر [ عبيد بن الحساس ] :
فأصبحت الثيران صرعى وأصبحت نساء تميم يبتدرن الصياصيا
ومنه قيل لشوكة الحائك التي بها يسوي السداة واللحمة : صيصة . قال دريد بن الصمة :
فجئت إليه والرماح تنوشه كوقع الصياصي في النسيج الممدد
ومنه : صيصة الديك التي في رجله . وصياصي البقر قرونها ؛ لأنها تمتنع بها . وربما كانت تركب في الرماح مكان الأسنة ، ويقال : جذ الله صئصئه ، أي أصله وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وهم الرجال . وتأسرون فريقا وهم النساء والذرية ، على ما تقدم .