ثم أتبع- سبحانه- هذا الكرم الحكيم في الدعوة إلى الحق، بكلام لا يقل عنه حكمة وبلاغة فقال: قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ أى: وقل لهم للمرة الثالثة- أيها الرسول الكريم- أنتم- أيها المشركون- لا تسألون يوم القيامة عن إجرامنا في حق أنفسنا- إن كنا قد أجرمنا وأخطأنا في حقها-، ونحن- أيضا- لا يسألنا الله- تعالى-عن سبب بقائكم في الكفر وفي الأعمال السيئة، لأننا قد بلغناكم رسالة ربكم- عز وجل-، ونصحناكم بالإقلاع عن الشرك والمعاصي.
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى-، وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ، أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ، وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ .