وسيط - Waseet   سورة  الزخرف الأية 13


سورة Sura   الزخرف   Az-Zukhruf
وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ (11) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ (14) وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا ۚ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُّبِينٌ (15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَٰنُ مَا عَبَدْنَاهُم ۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20) أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (22)
الصفحة Page 490
لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13)

ثم بين- سبحانه- الحكمة من هذا التذليل والتسخير للفلك والأنعام فقال: لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ.. والضمير في ظُهُورِهِ يعود إلى ما في قوله ما تَرْكَبُونَ وجاء مفردا رعاية للفظ ما وجمع الظهور لأن المراد بالمركوب جنسه.

والاستواء: الاستعلاء على الشيء، والتمكن منه، أى: سخر لكم من السفن والأنعام ما تركبونه، ولتستعلوا على ظهوره استعلاء المالك على مملوكه.

ثُمَّ تَذْكُرُوا بعد كل هذا التمكن والاستعلاء نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ أى:

على تلك السفن والأنعام التي تركبونها.

والضمير في عَلَيْهِ يعود- أيضا- الى ما في قوله ما تَرْكَبُونَ باعتبار لفظه وَتَقُولُوا على سبيل الشكر لله- تعالى- والاعتراف بفضله سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا.

أى: وتقولوا: جل شأن الله، وتنزه عن الشريك والمثيل، فهو الذي سخر لنا هذا المركوب من الفلك والأنعام، وجعله منقادا لنا، طائعا لأمرنا.

وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ أى: والحال أننا ما كنا لهذا المركوب الصعب بقادرين على التمكن منه، لولا أن الله- تعالى- سخره لنا، وجعله منقادا لأمرنا.

فقوله: مُقْرِنِينَ أى: مطيقين وقادرين وضابطين، من أقرن الشيء، إذا أطاقه وقدر عليه، حتى لكأنه صار له قرنا، أى: مثله في الشدة والقوة.

والمقصود: ما كنا بقادرين أو بمطيقين لتذليل هذه السفن والأنعام، لولا أن الله- تعالى- قد جعلها منقادة لنا، ومسخرة لخدمتنا.

ولا يخفى أن الجمل أقوى من الإنسان، وأن البحر لو لم يذلله- سبحانه- لنا، لما قدرت السفن على الجري فيه.

قال القرطبي: قوله: وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ أى: مطيقين.. أو ضابطين وفي أصله قولان: أحدهما: أنه مأخوذ من الإقران، يقال: أقرن يقرن إقرانا إذا أطاق. وأقرنت كذا: أطقته وحكمته، كأنه جعله في قرن- أى: حبل- فأوثقه به وشده.

والثاني: أنه مأخوذ من المقارنة، وهو أن يقرن بعضها ببعض في السير يقال: قرنت كذا بكذا إذا ربطته به، وجعلته قرينه .

 


اتصل بنا | الملكية الفكرية DCMA | سياسة الخصوصية | Privacy Policy | قيوم المستخدم

آيــــات - القرآن الكريم


© 2022