ثم ختم- سبحانه- هذا التكريم لعباده بقوله: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ.
واسم الإشارة تِلْكَ مبتدأ وخبره الْجَنَّةُ وما بعدهما صفة الجنة.. وفي الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب على سبيل التشريف.
وقال- سبحانه- وَتِلْكَ بالإفراد، للإشعار بأن الخطاب لكل واحد من أهل الجنة، على سبيل العناية به، والإعلاء من شأنه.
أى: ويقال لهم يوم القيامة على سبيل التشريف: وهذه الجنة التي أورثتموها بسبب أعمالكم الصالحة في الدنيا، لكم فيها فاكهة كثيرة، وثمار شهية لذيذة، منها تأكلون أكلا هنيئا مريئا.
وعبر بقوله- تعالى- أُورِثْتُمُوها للإشعار بأنها قد صارت إليهم بفضل الله وكرمه، كما يصير الميراث إلى الوارث.
وقوله بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ بيان للأسباب التي أوصلتهم إلى هذه المنازل العالية، فإن أعمالهم الطيبة التي تقبلها الله- تعالى- منهم، جعلتهم- بفضله وإحسانه- في أعلى الدرجات وأسماها.