وقوله- سبحانه-: أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ ... توبيخ آخر لهم على جهلهم وانطماس بصائرهم.
والمراد بالسر هنا: حديثهم مع أنفسهم، والمراد بنجواهم: ما تكلم به بعضهم مع بعض دون أن يطلعوا عليه أحدا غيرهم.
أى: بل أيظن هؤلاء الجاهلون أننا لا نعلم ما يتحدثون به مع أنفسهم، وما يتحدثون به مع غيرهم في خفية واستتار.
وقوله- سبحانه-: بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ أى: إذا كانوا يظنون ذلك فقد خابوا وخسروا، فإننا نعلم سرهم ونجواهم. ورسلنا الذين يحفظون عليهم أعمالهم، ملازمون لهم، ويسجلون عليهم كل صغيرة وكبيرة.
وبعد هذا التهديد والوعيد لأولئك الكافرين.. تأخذ السورة الكريمة في تلقين الرسول صلّى الله عليه وسلّم الحجة التي يجابهم بها، وفي تسليته عما أصابه منهم، وفي الثناء على الله- تعالى- بما هو أهله من تمجيد وتعظيم، ثم تختتم بهذا النداء الخاشع من الرسول صلّى الله عليه وسلّم لخالقه- عز وجل- فتقول: