ويمضى القرآن فيبين لنا أن هذا السحر العظيم الذي استرهب الناس وسحر أعينهم، قد تهاوى في لحظة، وانطوى في ومضة، وزالت آثاره بعد أن قذفه موسى بسلاح الحق الذي سلحه به ربه، استمع إلى القرآن وهو يحكى ذلك فيقول: وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَانْقَلَبُوا صاغِرِينَ.
اللقف: التناول بسرعة. يقال: لقف الشيء يلقفه لقفا ولقفانا، أخذه بسرعة.
والإفك: الكذب. يقال أفك يأفك، وأفك يأفك إفكا وأفكا- كضرب وعلم- إذا كذب، وأصله من الأفك- بفتح أوله- وهو بمعنى صرف الشيء عن وجهه الذي يجب أن يكون عليه.
واطلق على الكذب إفك- بكسر الهمزة- لكونه مصروفا عن وجه الحق، ثم صار حقيقة فيه.
والمعنى: وأوحينا إلى موسى- بعد أن أوجس خيفة مما رآه من أمر السحرة- أن الق عصاك ولا تخف إنك أنت الأعلى، فألقاها فإذا هي تبتلع وتلتقم بسرعة ما يكذبون ويموهون به أولئك السحرة