ثم حكى القرآن أن إبليس لم يكتف بالوسوسة أو بالقول المجرد، وإنما أضاف إلى ذلك القسم المؤكد فقال: وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ أى: أقسم لهما بالله إنه لهما لمن الناصحين المخلصين الذين يسعون لما فيه منفعتهما.
قال الآلوسى: إنما عبر بصيغة المفاعلة للمبالغة، لأن من يبارى أحدا في فعل يجد فيه. وقيل المفاعلة على بابها، والقسم وقع من الجانبين، لكنه اختلف متعلقه، فهو أقسم لهما على النصح وهما أقسما له على القبول.