ويضيق صدري لتكذيبهم إياي . وقراءة العامة ( ويضيق ) ( ولا ينطلق ) بالرفع على الاستئناف . وقرأ يعقوب وعيسى بن عمرو أبو حيوة : ( ويضيق ) ( ولا ينطلق ) بالنصب فيهما ردا على قوله : " أن يكذبون " قال الكسائي : القراءة بالرفع ; يعني في يضيق صدري ولا ينطلق لساني من وجهين : أحدهما الابتداء والآخر بمعنى وإني يضيق صدري ولا ينطلق لساني يعني نسقا على : " إني أخاف " - قال الفراء : ويقرأ بالنصب . حكي ذلك عن الأعرج وطلحة وعيسى بن عمر وكلاهما له وجه . قال النحاس : الوجه الرفع ; لأن النصب عطف على " يكذبون " وهذا بعيد يدل على ذلك قوله عز وجل : واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي فهذا يدل على أن هذه كذا . ولا ينطلق لساني في المحاجة على ما أحب ; وكان في لسانه عقدة على ما تقدم في ( طه ) . فأرسل إلى هارون أرسل إليه جبريل بالوحي ، واجعله رسولا معي ليؤازرني ويظاهرني ويعاونني . ولم يذكر هنا ليعينني ; لأن المعنى كان معلوما ، وقد صرح به في سورة ( طه ) : واجعل لي وزيرا وفي القصص : أرسله معي ردءا يصدقني وكأن موسى أذن له في هذا السؤال ، ولم يكن ذلك استعفاء من الرسالة بل طلب من يعينه . ففي هذا دليل على أن من لا يستقل بأمر ، ويخاف من نفسه تقصيرا ، أن يأخذ من يستعين به عليه ، ولا يلحقه في ذلك لوم .