قوله تعالى : كذلك سلكناه يعني القرآن أي الكفر به في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقيل : سلكنا التكذيب في قلوبهم ; فذلك الذي منعهم من الإيمان ، قاله يحيى بن سلام وقال عكرمة : القسوة . والمعنى متقارب وقد مضى في ( الحجر ) وأجاز الفراء الجزم في " لا يؤمنون " لأن فيه معنى الشرط والمجازاة . وزعم أن من شأن العرب إذا وضعت ( لا ) موضع ( كي لا ) في مثل هذا ربما جزمت ما بعدها وربما رفعت ; فتقول : ربطت الفرس لا ينفلت ، بالرفع والجزم ، لأن معناه إن لم أربطه ينفلت ، والرفع بمعنى كيلا ينفلت . وأنشد لبعض بني عقيل :
وحتى رأينا أحسن الفعل بيننا مساكنة لا يقرف الشر قارف
بالرفع لما حذف " كي " . ومن الجزم قول الآخر :
لطالما حلأتماها لا ترد فخلياها والسجال تبترد
قال النحاس : وهذا كله في " يؤمنون " خطأ عند البصريين ، ولا يجوز الجزم بلا جازم ، ولا يكون شيء يعمل عملا فإذا حذف عمل عملا أقوى من عمله وهو موجود ، فهذا احتجاج بين