تفسير القرطبي - Al-Qortoby   سورة  الشعراء الأية 56


سورة Sura   الشعراء   Ash-Shu'araa
لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَىٰ مُوسَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (48) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ۚ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (49) قَالُوا لَا ضَيْرَ ۖ إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَن كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51) ۞ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَٰلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ (60)
الصفحة Page 369
وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56)

وإنا لجميع حاذرون أي مجتمع مستعد أخذنا حذرنا وأسلحتنا . وقرئ : " حاذرون " ومعناه معنى ( حذرون ) أي فرقون خائفون . قال الجوهري : وقرئ وإنا لجميع حاذرون و ( حذرون ) و ( حذرون ) بضم الذال حكاه الأخفش ; ومعنى " حاذرون " : متأهبون ، ومعنى ( حذرون ) : خائفون . قال النحاس : ( حذرون ) قراءة المدنيين وأبي عمرو ، وقراءة أهل الكوفة : " حاذرون " وهي معروفة عن عبد الله بن مسعود وابن عباس ، و ( حادرون ) بالدال غير المعجمة قراءة أبي عباد وحكاها المهدوي عن ابن أبي عمار ، والماوردي والثعلبي عن سميط بن عجلان . قال النحاس : أبو عبيدة يذهب إلى أن معنى ( حذرون ) و " حاذرون " واحد . وهو قول سيبويه وأجاز : هو حذر زيدا ; كما يقال : حاذر زيدا ، وأنشد :

حذر أمورا لا تضير وآمن ما ليس منجيه من الأقدار

وزعم أبو عمر الجرمي أنه يجوز هو حذر زيدا على حذف " من " . فأما أكثر النحويين فيفرقون بين " حذر " و " حاذر " ; منهم الكسائي والفراء ومحمد بن يزيد ; فيذهبون إلى أن معنى حذر : في خلقته الحذر ، أي متيقظ متنبه ، فإذا كان هكذا لم يتعد ، ومعنى " حاذر " مستعد . وبهذا جاء التفسير عن المتقدمين . قال عبد الله بن مسعود في قول الله عز وجل : وإنا لجميع حاذرون قال : مؤدون في السلاح والكراع مقوون ، فهذا ذاك بعينه . وقوله : " مؤدون " معهم أداة . وقد قيل : إن المعنى : معنا سلاح وليس معهم سلاح يحرضهم على القتال ; فأما ( حادرون ) بالدال المهملة فمشتق من قولهم عين حدرة أي ممتلئة ; أي نحن ممتلئون غيظا عليهم ; ومنه قول الشاعر : [ امرئ القيس ]

وعين لها حدرة بدرة شقت مآقيهما من أخر

وحكى أهل اللغة أنه يقال : رجل حادر إذا كان ممتلئ اللحم ; فيجوز أن يكون المعنى الامتلاء من السلاح . المهدوي : الحادر : القوي الشديد .

 


اتصل بنا | الملكية الفكرية DCMA | سياسة الخصوصية | Privacy Policy | قيوم المستخدم

آيــــات - القرآن الكريم


© 2022