ثم يبتدئ أصطفى على معنى التقريع والتوبيخ كأنه قال : ويحكم أصطفى البنات أي : اختار البنات وترك البنين . وقراءة العامة " أصطفى " بقطع الألف ; لأنها ألف استفهام دخلت على ألف الوصل ، فحذفت ألف الوصل وبقيت ألف الاستفهام مفتوحة مقطوعة على حالها مثل : أطلع الغيب على ما تقدم . وقرأ أبو جعفر وشيبة ونافع وحمزة " اصطفى " بوصل الألف على الخبر بغير استفهام . وإذا ابتدأ كسر الهمزة . وزعم أبو حاتم أنه لا وجه لها ; لأن بعدها ما لكم كيف تحكمون فالكلام جار على التوبيخ من جهتين : إحداهما أن يكون تبيينا وتفسيرا لما قالوه من الكذب ويكون ما لكم كيف تحكمون منقطعا مما قبله . والجهة الثانية أنه قد حكى النحويون - منهم الفراء - أن التوبيخ يكون باستفهام وبغير استفهام كما قال - جل وعز - : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا وقيل : هو على إضمار القول ، أي : ويقولون " اصطفى البنات " . أو يكون بدلا من قوله : ولد الله لأن ولادة البنات واتخاذهن اصطفاء لهن ، فأبدل مثال الماضي من مثال الماضي ، فلا يوقف على هذا على " لكاذبون " .