والله خلقكم وما تعملون " ما " في موضع نصب ، أي : وخلق ما تعملونه من الأصنام ، يعني الخشب والحجارة وغيرهما ، كقوله : بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وقيل : إن " ما " استفهام ، ومعناه التحقير لعملهم . وقيل : هي نفي ، والمعنى : وما تعملون ذلك لكن الله خالقه . والأحسن أن تكون " ما " مع الفعل مصدرا ، والتقدير : والله خلقكم وعملكم وهذا مذهب أهل السنة : أن الأفعال خلق لله - عز وجل - واكتساب للعباد . وفي هذا إبطال مذاهب القدرية والجبرية . وروى أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الله خالق كل صانع وصنعته ذكره الثعلبي . وخرجه البيهقي من حديث حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن الله - عز وجل - صنع كل صانع وصنعته ، فهو الخالق وهو الصانع سبحانه وقد بيناهما في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى .