ثم نوه- سبحانه- بما يحيط بذلك المكان من جلال وجمال لا تحيط العبارة بوصفه فقال:
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى.
والظرف «إذ» . في موضع الحال من «سدرة المنتهى» ، لقصد الإشادة بما أحاط بذلك المكان من شرف وبهاء.. أو هو متعلق بقوله: رَآهُ.
أى: ولقد رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل- عليه السلام- على هيئته التي خلقه الله عليها مرة أخرى، عند ذلك المكان الجليل المسمى بسدرة المنتهى، حالة كون هذا المكان ينزل به ما ينزل، ويغشاه ما يغشاه من الفيوضات الربانية، والأنوار القدسية، والخيرات التي لا يحيط بها الوصف..
فهذا الإبهام في قوله ما يَغْشى المقصود به التهويل والتعظيم والتكثير، لما يغشى هذا المكان من خيرات وبركات ...