وقوله- تعالى- ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى بيان لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من ثبات واطمئنان عند رؤيته لما أذن الله- تعالى- له في رؤيته.
والزيغ: هو الميل عن حدود الاستقامة. والطغيان: تجاوز الحدود المشروعة.
أى: ما مال بصر النبي صلى الله عليه وسلم عما أذن الله- تعالى- له في رؤيته. وما تجاوزه إلى ما لم يؤذن له في رؤيته، بل كان بصره صلى الله عليه وسلم منصبا على ما أبيح له النظر إليه.
فالمقصود من الآية الكريمة، الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم، ووصفه بما هو أهله من أدب وطاعة لخالقه- عز وجل-.
قال ابن كثير: قوله: ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى قال ابن عباس: ما ذهب يمينا ولا شمالا، وما جاوز ما أمر به، وهذه صفة عظيمة في الثبات والطاعة. فإنه ما فعل إلا ما أمر به، ولا سأل فوق ما أعطى، وما أحسن قول القائل:
رأى جنة المأوى وما فوقها ولو ... رأى غيره ما قد رآه لتاها