ولما كانت هذه الأخلاق تحتاج إلى مجاهدة للنفس.. عقب- سبحانه- على هذه التوجيهات السامية بقوله: وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا. وَما يُلَقَّاها إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ.
والضمير في يُلَقَّاها يعود إلى تلك الخصال الكريمة السابقة، التي على رأسها الدفع بالتي هي أحسن.
أى: وما يستطيع القيام بتلك الأخلاق العظيمة التي على رأسها الدعوة إلى الله ومقابلة السيئة بالحسنة.. إلا الذين صبروا على المكاره وعلى الأذى.
وما يستطيعها- أيضا- إلا صاحب الحظ الوافر، والنصيب الكبير، من توفيق الله- تعالى- له إلى مكارم الأخلاق.
والمتأمل في هذه الآيات الكريمة يراها قد رسمت للمسلم أحكم الطرق، وأفضل الوسائل، التي ترفع درجته عند- خالقه- تعالى-.