ثم صور- سبحانه- أحوالهم وهم يتقلبون في النار وحكى بعض أقوالهم التي يقولونها وهم في ذلك العذاب الأليم فقال: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا على من أضلوهم.
رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ... أى: قالوا يا ربنا أطلعنا على الفريقين اللذين زينوا لنا الكفر والفسوق والعصيان من أفراد الجن والإنس نَجْعَلْهُما تَحْتَ أَقْدامِنا لِيَكُونا مِنَ الْأَسْفَلِينَ أى: أرنا إياهم لننتقم منهم، بأن ندوسهما بأقدامنا احتقارا لهم، وغضبا عليهم، ليكونا بذلك في أسفل مكان من النار، وفي أحقره وأكثرهم سعيرا. وهكذا تتحول الصداقة التي كانت بين الزعماء والأتباع في الدنيا، إلى عداوة تجعل كل فريق يحتقر صاحبه، ويتمنى له أسوأ العذاب.
وكعادة القرآن في المقارنة بين عاقبة الأشرار وعاقبة الأخيار، جاء الحديث عن حسن عاقبة المؤمنين، بعد الحديث عن سوء مصير الكافرين، فقال- تعالى-: