ولنمض مع القصة حتى النهاية لنرى الدليل على ذلك فقد حكى- سبحانه- ما دار بين نوح وبين قومه بعد هذا التحدي السافر لهم فقال:
فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ أى: فإن أعرضتم- أيها الناس- عن قولي، وعن تذكيري إياكم بآيات الله بعد وقوفكم على أمرى وعلى حقيقة حالي. فما سألتكم من أجر، أى: فإنى ما سألتكم في مقابل تذكيري لكم، أو دعوتي إياكم الى الحق، من أجر تؤدونه لي- إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وحده، فهو الذي يثيبني على قولي وعملي وهو الذي يعطيني من الخير ما يغنيني عن أجركم وعطائكم وهو- سبحانه- الذي أمرنى أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أى: المنقادين لأمره. المتبعين لهديه، المستسلمين لقضائه وقدره.