ثم حكى- سبحانه- بعد ذلك أقوالهم الباطلة، التي جعلتهم في عمى عن الآخرة فقال:
وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ.
أى: وقال الذين كفروا على سبيل الإنكار للبعث والحساب: أإذا متنا وصرنا مثل التراب، وصار آباؤنا كذلك مثل التراب، أنبعث ونخرج إلى الحياة مرة أخرى بعد أن صرنا جميعا عظاما نخرة وأجسادا بالية؟
يقولون هذا، وينسون لجهلهم وانطماس بصائرهم أن الله- تعالى- أوجدهم بقدرته ولم يكونوا شيئا مذكورا.
والاستفهام للإنكار والنفي، والعامل في «إذا» محذوف، دل عليه «مخرجون» وقوله: وَآباؤُنا معطوف على اسم كان، أى: أنبعث ونخرج نحن وآباؤنا إذا كنا كذلك؟